الأهداف الكبرى تتحقق بوجود المرأة القوية


| |

المرأة والرجل، اللذان يعيشان شرف الإنسانية ويتحملان مسؤولية إعمار وإصلاح الأرض معاً، هم أولياء وأصدقاء بعضهم، فهم يخوضان معترك الحياة معاً ويتشاركانه. المرأة كأم وأخت وزوجة هي العنصر المؤسس للحياة والمجتمع. والعائلة، هي ميناء الرحمة والحنان والحب، وقلعة الإنسانية. العائلة، هي الخط الدفاعي الأول للأفراد والمجتمعات. المرأة في مجتمعنا وثقافتنا وحضارتنا لها مكانة سامية بالمستوى الذي يستعصي فهمه من قبل من يحاول حصر هذه المكانة في مفهوم المساواة الجندرية فقط.

إنه لحقيقة تاريخية ملاحظة التغيير في تصوير المرأة وفهمها مع تغيير المجتمعات والحياة الثقافية التي تركز على الاقتصاد والمعتقدات. ففي مرحلة الثورة الصناعية والتمدن والدور والمكانة الجديدة للمرأة تم تغيير المفهوم التقليدي القائم على التماسك الاجتماعي وفق المحور الأسري. إن العقلية الرأسمالية التي أستخدمت المرأة كأيدي عاملة رخيصة في البداية، حولتها فيما بعد إلى ايقونة استهلاك ثم حولتها بعد ذلك إلى موضوع أيدلوجي تخدم الرأسمالية من خلال استغلال شعارات الحقوق والحرية والمساواة البريئة.

إن المعايير المزدوجة والبعد الأيدلوجي تجعل البعض يصمت ولايتفاعل اتجاه ما تعانيه المرأة من الظلم وسوء المعاملة وعدم المساواة والفقر والعمل الشاق الغير عادل في العديد من مناطق العالم. وفي الكثير من مناطق العالم كانت الأطماع الإمبريالية وراء سبب السكوت والصمت لما تتعرض له المرأة من قتل والاعتداء والتحرش والموت الجماعي بسبب النزوح من الإرهاب. وكذلك حرمانهم من حقهم في التعليم والصحة والحياة.

الأماكن التي ليس فيها حقوق يحفظ كرامة الإنسان، لن يكون فيها حقوق يحفظ كرامة المرأة أو الرجل على سواء. إنّ بعض الاتجاهات والأشخاص والمؤسسات تحاول تدمير الهيكل التقليدي المتجدر في مجتمعاتنا من خلال تدمير مبادئ وأسس الحياة الأسرية فيها، هذه الاتجاهات ليست صديقة للمرأة وإنما هي اتجاهات عدوة للإنسانية.

نحن نقابة موظفي التربية والتعليم أيماناً منا بأنّ المجتمع القوي يستند على العائلة السليمة وأن العائلة السليمة تستند على المرأة الواعية، نرى من الضروري أن يتم تفسير الهيكل التقليدي لمجتمعاتنا في ضوء الحقائق الجديدة من أجل الوصول إلى الحقائق الأقرب لطبيعة حياة المجتمع. على أن لا يكون هذا التفسير على حساب تدمير مفهوم العائلة وحجب المرأة من العائلة.

إنّ النضال النقابي مهم جداً من أجل تحقيق بيئة عمل مناسبة وعادلة لنسائنا. وفقاً لعبارة أنّ الأهداف الكبرى تتحقق بوجود المرأة القوية نعمل على وضع رؤيتنا من خلال التعاون والعمل المشترك مع المؤسسات والمنظمات النسوية في البلاد وخارجها. نحن بقوتنا الناتجة عن عدالة رسالتنا والمتزايدة بفضل تنظيماتنا نقف إلى جانب قضايا المرأة ضد كل شكل من أشكال الظلم أينما كان في العالم.

في النهاية نقول إنّ التقرير الذي تم تحضيره من قبل نقابتنا حول المرأة العاملة (المعلمة) أخذاً بعين الإعتبار العلاقة والتوازن بين العمل والبيت والأسرة، تم تقديمه إلى الوزارات المعنية وإلى إستفادة الرأي العام. ونحن كأمة وشعب نعيش مرحلة نحتاج فيها إلى وحدة وتساند وتكاتف. ونتمنى أن يكون يوم المرأة العالمي بداية لمرحلة جديدة تحل فيها كل مشاكل وقضايا المرأة في بلدنا وفي العالم.

الألفاظ النابية والشتائم الهجومية التعليقات لا يتم نشرها.